أولاً: كيف يتم إنتاج مياه الصنبور

تشتمل المياه على جميع أنواع الشوائب ويرجع ذلك إلى العوامل الطبيعية والبشرية. إذا تطرقنا للأمر من وجهة نظر معالجة المياه وإمدادها، يمكن أن تنقسم هذه الشوائب إلى ثلاثة أنواع كبيرة وهي المواد الصلبة العالقة، الغرويات، المواد المذابة. تهدف معالجة المياه وتنقيتها بمحطة المياه بالمدينة إلى التخلص من المواد الصلبة العالقة، الغرويات، البكتيريا وغيرها من العناصر الأخرى الضارة الموجودة في المياه والتي تحمل خطورة على صحة الإنسان، لتُلبي  المياه بعد تنقيتها متطلبات الشرب والإنتاج الصناعي. تستخدم محطات المياه تقنيات المعالجة العادية، والتي تشتمل على عمليات الخلط، التناضح العكسي، الترسيب، التنقية، التطهير.

(1)المعالجة الفعلية للتخثر

بعد رفع المياه بواسطة محطة ضخ المياه، في البداية من خلال المعالجة بالتخثر، كالتالي مياه+ مادة معالجة المياه ← الخلط ← التفاعل ← دواء من مياه الشب والخلط مع المياه بشكل متساوي حتى تصل لشكل الجزيئات الكبيرة، وهو ما يسمى بعملية التخثر. تحتوي المواد التي تُستخدم في معالجة المياه عادة على ألومنيوم البوليمر، كبريتات الألومنيوم، ثالث كلوريد الحديد وغيرها من المواد. وبسبب التفاعل الكيميائي لعنصر الألومنيوم كما هو معروف، يتم إضافة دواء للمياه لتخرج الأيونات الموجودة في  المياه على شكل أيونات الألومنيوم، فإذا ظلت مع عناصر المياه حدث تفاعل عكسي:

Al3+ + 3H2O ←→Al(OH)3 + 3H+

يتميز هيدروكسيد الألومنيوم بقدرته على الامتزاز، فهو قادر على استقرار الحبيبات والحسيمات الدقيقة والمواد الصلبة العالقة التي لا يسهل ترسيبها والعمل على دمجهم معًا وامتزازهم مرة أخرى لجسر الحامل، ومن هنا تتكون الحبيبات الكبيرة، ليسهل انفصالها عن المياه وترسيبها في الأسفل. تتطلب عملية الخلط الإنتهاء منها بسرعة بعد إضافة الدواء. تهدف عملية الخلط إلى دمج قوة المياه والماكينة، مما يجعل الدواء يوزع جيدًا في المياه وبسرعة. تمر المياه التي تعرضت للمعالجة بتفاعل التخثر وتتدفق بحوض الترسيب، وتدخل في المرحلة الثانية لتنظيف المياه.

(2)المعالجة بالترسيب

يعتمد حجم الأجسام التي تكونت في مرحلة التخثر على دور الجاذبية ويطلق على عملية خروجها وانفصالها من المياه بالترسيب، وتتم هذه العملية في حوض الترسيب. بعد تدفق المياه ودخولها منطقة الترسيب، تتم عملية الفصل، بعد الدخول منطقة الترسيب، تتدفق المياه بهدوء لمنطقة فوهة الخروج.

تترسم الجسيمات الموجودة بالمياه في قاع حوض الترسيب، تستمر الملوثات في التراكم، ويتم التخلص منها بعد فترة محددة خارج الحوض.

(3)المعالجة بالتنقية

تُشير كلمة التنقية عادة إلى الجسيمات العالقة التي يُمنع وجودها في المياه من خلال الالتصاق الذي يقوم به رمل الكوارتز أو طبقات التنقية الأخرى للحبيبات، ومن هنا يتم التخلص من المواد العالقة، المواد العضوية، البكتيريا، الفيروسات، مما يجعل المياه في مرحلة التنظيف.

(4)المعالجة بالتطهير بعد التنقية

تقل درجة التعكر بعد تنقية المياه، وفي الوقت نفسه يعمل على التخلص من الجراثيم والأوبئة وغيرها من العوالق، كما يُعطي التطهير بعد التنقية جو مناسب وجيد. لا يُساعد التطهير في التخلص الكامل من الجسيمات الدقيقة، هو فقط يعمل على التخلص من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. فعلى الرغم من أن المياه تمر بعملية التخثر، الترسيب، الفلترة، يمكن أن يعمل على التخلص من عدد كبير من الجراثيم والبكتيريا، لكن التطهير يضمن وصول المياه إلى المعايير الذي يمكن شربها، في الوقت نفسه تجعل نهايات أنابيب المياه بالمدينة تحتفظ بكمية من الكلور، ليمنع تكاثر البكتيريا ومقاومة التلوث. تتراوح كمية الكلور التي تتم إضافتها في التطهير (سائل الكلور) بين 1.0-2.5 جرام/ متر مكعب. يعمل حامض الهيبوكلوروز الذي نتج عن تفاعل المياه مع الكلور بدور الأكسدة للبكتيريا، مما يعمل على تدمير نظام إنزيم البكتيريا ويؤدي إلى موتها. تصل المياه التي تم تطهيرها إلى غرفة مضخة المياه من خلال حوض تنظيف المياه لتصل إلى ضغط المياه المُحدد، وتصل إلى آلاف المنازل عن طريق شبكات نقل وتوزيع المياه.